حكم اجابة المؤذن إذا أذّن في بلد غير بلدك وسمعته بوسائل الإعلام الحديثة

بحث بعنوان :
حكم اجابة المؤذن إذا أذّن في بلد غير بلدك وسمعته بوسائل الإعلام الحديثة (دراسة مقاصدية)



إعداد الطالب: معتز السرطاوي





المقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
 أما بعد في ظل التطور التكنولوجي في اجهزة الاتصال والتواصل وما لذلك من اثر في الأحكام الشرعية , ولأن الشريعة الاسلامية صالحة لكل زمان ومكان , فقد توجب علينا استنباط الأحكام الشرعية التي تتناسب وتغيرات العصر , لذلك رأيت أن أتناول موضوع (حكم اجابة المؤذن إذا أذّن في بلد غير بلدك وسمعته بوسائل الإعلام الحديثة).
مشكلة البحث:
تظهر مشكلة البحث في الاجابة على سؤال هل يصح حمل الأذان في وسائل الإعلام والاتصال الحديثة على الأذان بالصوت على النحو الذي كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم؟
ويتفرع عن هذا السؤال عدة أسئلة فرعية :
1-    هل الترديد مع المؤذن فرض أم مندوب؟وهل هو عيني أم كفائي؟
2-    هل تدخل الصورة النادرة وهي(الأذان في وسائل الإعلام والاتصال الحديثة) في العموم وهو (الأذان بالصوت على النحو الذي كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
3-    وهل الأذان متعلق بالزمان أم بالمكان؟
4-    هل تحمل ألفاظ الشرع على المعاني الحادثة؟
5-    ما مقصد الشارع من شرع الأذان ومتابعة المؤذن
أهمية البحث:
 في ظل التطور في وسائل الاتصال أصبح كثير من الناس يسمعون الأذان على التلفاز في بلد غير بلدهم ثم يشعرون بالذنب لأنهم لم يرددوا مع المؤذن وأصبحوا يبحثون عن اجابة هل ينالهم الإثم اذا لم يرددوا مع المؤذن ام لا , وهل ينطبق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ) على هذه الحالة أم لا؟
أهداف البحث:
1-    بيان الحكم الشرعي للترديد مع المؤذن .
2-    بيان علاقة الأذان بالزمان والمكان
3-    بيان دخول الصورة النادرة وهي (الأذان في وسائل الإعلام والاتصال الحديثة) في العموم وهو (الأذان بالصوت على النحو الذي كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم).
4-    بيان حصول الإثم من عدمه في حال عدم الترديد مع المؤذن الذي يؤذن على التلفاز او في المذياع.
5-    بيان مقصد الشارع  من شرع الأذان و الترديد مع المؤذن



الدراسات السابقة :
1- نازلة في الأذان والاقامة , إسماعيل بن باب بن سيد محمد الانتشائي. مخطوطات الغرب الإفريقي.لم أتمكن من الاطلاع عليها.

2-شريعة الأذان, محمّد صادق محمّد الكرباسي,بيت العلم للنابهين, بيروت ,ط1, 2013م.

3-لأذان, تاريخه ـ صِيَغُهُ ـ حكمه, سعد الدين بن محمد الكبي موقع (مزامير آل دواوود).
4-لمطويات الدعوية176... مباحث ميسرة في الآذان والإقامة , أبو أسامة سمير الجزائري , (http://www.ajurry.com/).

إضافة الباحث للدراسات السابقة

بعد اطلاعي على ما وقعت عليه من الكتب التي تحدثت عن الموضوع وجدت أن هذه الكتب تحدثت في مجملها عن المواضيع الآتية :

1-    تعريف الأذان و الإقامة

2-    تاريخ الأذان

3-    مشروعيتة الأذان

4-    شروط المؤذن

5-    صيغة الأذان

6-    حكم متابعة المؤذن وغيرها من الأحكام التي لا تمس موضوع الباحث بصلة مباشرة

لكن ما أضافه الباحث لم تتطرق إليه الكتب السابقة وهو حكم متابعة المؤذن إذا سمعته عن طريق وسائل الإتصال الحديثة , ولقد وجدت مدونات[1] على الانترنت تحدثت عن الموضوع ولكنها لم تؤصل الحكم تأصيلا علميا بل اكتفت بإطلاق الحكم الشرعي , ثم إن أحدا من البحوث والدراسات السابقة لم يتطرق إلى  بيان المقصد الشرعي للأذان ومتابعة المؤذن بشكل تفصيلي .

مناهج البحث :

اتبعت في بحثي هذا المنهج الوصفي في التعريف بالأذان والمنهج الإستقرائي تتبع النصوص الشرعية وأقوال العلماء في أدلة مشروعية الأذان , والمنهج الاستنباطي في استخراج حكم الترديد مع المؤذن اذا أذن و سمعه الشخص عبر وسائل الاتصال الحديثة و استنباط الحكمة من مشروعية الأذان والمقصد الشرعي للأذان ومتابعة المؤذن  والمنهج الاستدلالي بإقامة الدليل على  مشروعية الأذان وسنية الترديد خلف المؤذن ومناقشة القائلين بوجوب الترديد.




خطة البحث:

وقد قسمت بحثي إلى :

المطلب الأول : التعريف بمفهوم الأذان.

أولا: التعريف لغة

ثانيا: التعريف اصطلاحا

المطلب الثاني : مشروعية الأذان

أولا: أدلة مشروعية الأذان

ثانيا: الحكم الشرعي للأذان

المطلب الثالث: الترديد مع المؤذن

أولا: حكم الترديد مع المؤذن

ثانيا: دخول الصورة النادرة وهي(الأذان في وسائل الإعلام والاتصال الحديثة) في العموم وهو (الأذان بالصوت على النحو الذي كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم) .

ثالثا: تعلق الأذان  بالزمان و بالمكان.

 رابعا: حمل ألفاظ الشارع على المعاني الحادثة.

المطلب الرابع : مشروعية الأذان والترديد مع المؤذن ,دراسة مقاصدية

أولا: تمهيد

ثانيا:تصنيف المقاصد إلى جزئي وخاص وكلي.

أ‌.        المقاصد الجزئية لمشروعية الأذان و الترديد خلف المؤذن

ب‌.    المقاصد الخاصة لمشروعية الأذان و الترديد خلف المؤذن

ت‌.    المقاصد الكلية لمشروعية الأذان و الترديد خلف المؤذن

 




 

المطلب الأول : التعريف بمفهوم الأذان.

أولا: التعريف لغة :

 (أذن) الهمزة والذال والنون أصلان متقاربان في المعنى، متباعدان في اللفظ، أحدهما أذن كل ذي أذن، والآخر العلم; وعنهما يتفرع الباب كله. فأما التقارب فبالأذن يقع علم كل مسموع"[2].

ثانيا: التعريف اصطلاحا:

الإعلام بدخول وقت الصلاة بذكر مخصوص"[3].

المطلب الثاني : مشروعية الأذان

أولا: أدلة مشروعية الأذان

وقد شرع الأذان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة على أثر رؤيا لأحد الصحابة فعن عبد الله بن زيد بن عبد ربه : لما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضرب بالناقوس وهو له كاره لموافقته النصارى طاف بي من الليل طائف وأنا نائم رجل عليه ثوبان أخضران وفي يده ناقوس يحمله قال فقلت : يا عبد الله أتبيع الناقوس ؟ قال وما تصنع به ؟ قال قلت : ندعو به إلى الصلاة . قال : أفلا أدلك على خيرٍ من ذلك فقلت : بلى . قال تقول : الله أكبر …. ( إلى نهاية الأذان )… قال : فلما أصبحت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما رأيت فقال : إنها لرؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فإنه أندى صوتاً منك قال فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به قال : فسمع ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو في بيته فخرج يجر رداءه يقول : والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي أري . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلله الحمد "[4].

ثانيا: حكم الأذان

"اختلف العلماء في حكم الأذان على ثلاثة أقوال:

القول الأول: أنه سنة مؤكدة وهو: قول الشافعي، وأبي حنيفة، وبعض المالكية، وبعض الحنابلة.

القول الثاني: أنه فرض كفاية، وهو قول: أكثر الحنابلة، وبعض المالكية.

القول الثالث: بالتفصيل، وهو: أن الأذان على خمسة أنواع:

واجب، وهو أذان الجمعة، ومندوب، وهو لسائر الفرائض في المساجد، وحرام، وهو أذان المرأة، ومكروه، وهو الأذان للنوافل، ومباح، وهو أذان المنفرد، وقيل: مندوب"[5]

الراجح : أن الأذان والإقامة سنَّة مؤكدة للرجال جماعة في كل مسجد للصلوات الخمس والجمعة،دون غيرها، كالعيد، والكسوف، والتراويح، وصلاة الجنازة، ويُقال فيها أي "صلاة الكسوف والخسوف"عند أدائها جماعة:"الصلاة جامعة" لما روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو قال: "لما انكسفت الشمس على عهد رسول الله-صلى الله عليه وسلم-،نُودي"الصلاة جامعة". أما الأذان والإقامة، فلأن المقصود منهما الإعلام بدخول وقت الصلاة المفروضة، والقيام إليها.ولا تسن للنافلة والمنذورة، وهذا القول قال به الجمهور(غير الحنابلة)،ومنهم الخرقي الحنبلي[6]

المطلب الثالث: الترديد مع المؤذن

أولا: حكم الترديد خلف المؤذن

قال قوم[7] أن الترديد خلف المؤذن (فرض) استدل بالحديث على وجوب إجابة المؤذن في الأذان

ومأخذ الحكم من الحديث من قوله (قولوا) فهذا أمر، والقاعدة في الأصول [أن الأمرالمطلق للوجوب]، وذهب الجمهور إلى أن إجابة المؤذن مستحبة وليست واجبة، واعترض عليهم بـ:أن هذا تأويل (أي القول بالاستحباب) والتأويل على خلاف الظاهر، والقاعدة في الأصول (يجب العمل بالألفاظ على ظاهرها حتى يأتي مايصرفها)فأجابوا: بأنه قد جاء ما يصرف الأمر عن ظاهره وهو الوجوب إلى الاستحباب، وهو حديث أنس في صحيح مسلم وفيه(أن النبي صلى الله عليه وسلم لماسمع الرجل قال الله أكبرقال:على الفطرة،فلماتشهدقال خرجت من النار) ووجه الاستدلال:أن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لم يقل مثل مايقول المؤذن، والقاعدة في الأصول [أن فعل النبي يدل على الجواز]، والواجب لايجوز تركه،

النتيجة: إجابةالمؤذن مستحبة،

قال شارح عمدة الأحكام "يُستحب أن يُردد عقب انتهاء المؤذِّن للتعقيب بالفاء : فقولوا مثل ما يقول ، وهذا كقوله : فإذا كبّر فكبِّروا "[8]

قال النووي رحمه الله : " مذهبنا أن المتابعة سنة ليست بواجبة ، وبه قال جمهور العلماء ، وحكى الطحاوي خلافا لبعض السلف في إيجابها " انتهى[9]

وروى مالك عن ابن شهاب عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي أنه أخبره : ( أنهم كانوا في زمان عمر بن الخطاب يُصَلُّون يوم الجمعة حتى يخرج عمر ، فإذا خرج عمر وجلس على المنبر وأذن المؤذنون قال ثعلبة : جلسنا نتحدث . فإذا سكت المؤذنون وقام عمر يخطب أنصتنا فلم يتكلم منا أحد"[10].

دلت هذه الآثار على أن الترديد خلف الأذان سنة وليس واجب .

ثانيا: دخول الصورة النادرة وهي(الترديد خلف الأذان في وسائل الإعلام والاتصال الحديثة) في العموم وهو (الترديد خلف الأذان بالصوت على النحو الذي كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم(:

"اختلفوا في الصور النادرة هل تدخل تحت العموم لصدق اللفظ عليها أو لا، لأنها لا تخطر بالبال غالبا؟ وبنى عليه أصحابنا في المسابقة على الفيل، فمن منع ذلك ادعى أنه لم يدخل تحت قوله: «لا سبق إلا في خف أو حافر» . وظاهر كلام الغزالي يقتضي ترجيح الدخول, وظاهر كلام الشافعي عدم دخولها، فإنه قال الشاذ يجيء بالنص عليه. ولا يراد على الخصوص بالصيغة العامة انتهى. وقطع به إمام الحرمين في كتاب العموم، فقال: إن العموم إذا ورد وقلنا باستعماله، فإنما يتناول الغالب دون الشاذ النادر الذي لا يخطر ببال القائل، كذا حكاه عنه ابن العربي في كتاب الزنى من كتابه " القبس "[11].

قال الشنقيطي: الذي يظهر رجحانه بحسب المقرر في الأصول شمول العام والمطلق للصورة النادرة"[12]

الخلاصة إذا أن الصورة النادرة تدخل في العموم وعلى ذلك يكون حكم الترديد خلف الأذان في وسائل الاعلام الحديثة كحكم الترديد خلف  الأذان المعهود على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو (سنة) , سواء كان الأذان في بلده أم في غير بلده والسنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها.

ثالثا: تعلق الأذان  بالزمان و بالمكان.
"سن الأذان لجماعة طلبت غيرها في فرض وقتي يعني أن الأذان في المصر وفي كل مسجد سنة على المشهور للجماعة لا للفذ التي تطلب غيرها في فرض لا غيره وقتي أدائي اختياري ولو حكما لا يخشى خروجه، فخرج بقيد الأداء الفائتة فيكره الأذان لها لا بالوقتي إذ هو وقتي لقوله - عليه الصلاة والسلام - «لا وقت لها إلا ذلك»[13]

دل ذلك على أن الترديد والأذان متلازمان زمانا لا مكانا , فإذا سمع شخص الأذان في غير زمانه (كما يحدث حين يسمعه من التلفاز مع فارق في التوقيت) فليس عليه أن يردد مع الأذان لأنه واقع في زمان غير زمانه.

 

 

رابعا: حمل ألفاظ الشرع على المعاني الحادثة:

"وعليه فقد قعد العلماء قاعدة مهمة وهي: تحمل نصوص الكتاب على معهود الأميين في الخطاب[14]

على أن ما لم يكن من معهود العرب الذين نـزل عليهم القرآن لا يجوز تفسير القرآن عليه، وكذلك فقد نص بعض العلماء قديمًا وحديثًا على عدم جواز تفسير القرآن بالمعاني المستحدثة، كالحافظ ابن حجر[15].

اذا وبناء على ما سبق بيانه من أقوال العلماء لا يجوز حمل ألفاظ الشرع على المعاني الحادثة إذ أن معنى الأذان هو (الإعلام بدخول وقت الصلاة بألفاظ مخصوصة) وعلى ذلك فإن أي أذان لا يُعلم بدخول وقت الصلاة فهو ليس أذانا حقيقيا , ولا يدخل تحت أحكام الأذان  وإن أطلقنا عليه لفظ الأذان .

خامسا: خلاصة المطلب:

عرفنا من خلال استعراض النصوص السابقة أن الأذان فرض كفاية وأن الترديد أو متابعة المؤذن سنة , سواء كان الأذان مسموعا مباشرة من المؤذن أو عن طريق وسائل التواصل الحديثة , فإذا كان الأذان مباشرا على الهواء وكان موافقا لتوقيت بلد السامع سن له متابعة الأذان , أما إن كان مباشرا على الهواء وليس موافقا لتوقيت بلد السامع سواء كان الأذان لصلاة قادمة أو فائتة لم يشرع له متابعة الأذان لأنه واقع في زمان غير زمانه , أما اذا كان الأذان مسجلا فلا تشرع متابعته لأنه لا يعد أذانا حقيقيا.

المطلب الرابع : مشروعية الأذان والترديد مع المؤذن ,(دراسة مقاصدية).  

أولا: تمهيد
فإن الأذان من خصائص هذه الأمة،ومن شعائرها الظاهرة،يرتبط بالركن الثاني من أركان الإسلام،ألا وهي الصلاة التي هي عمود الدين،وركنه المتين،وأساسه القويم
.

فالأذان مقصوده الأعظم الإعلام بأوقات الصلاة تنبيهاً على أن الدين قد ظهر،وانتشر علم لوائه في الخافقين واشتهر،وسار في الآفاق على الرؤس فبهر،وأذل الجبابرة  وقهر.

وقد اشتمل الأذان على أصول عقائد التوحيد تُعلَنُ على الملأ، تملأ الأسماع،إنه ليس بصلصلة ناقوس أجوف،ولا أصوات بوق أهوج،ولا دقات طبل أرعن،كما هو الحال عند الآخرين، بل هو كلمات ونداء يوقظ القلوب من سباتها،وتفيق النفوس من غفلتها،وتكفّ الأذهان عن تشاغلها،وتهيّء المسلم إلى هذه الفريضة العظمى.

ولما كانت-الصلاة-من أعظم شعائر الإيمان،كان من أعظم شعائرها الأذان؛ لأن الإنسان لا يزال يتقلّب في الأطوار،وينتقل في طلب الأوطار[16]، لاهياً بما هو فيه من دنس دنياه،عما خلق له من طاعة مولاه، مشغولاً بما لا ينفعه،فإذا دخل وقت الصلاة احتاج إلى ما يحثّه عليها، ويرغبه فيها، لئلَّا يلهُو عنها بأعمالِهِ،ويتشاغل عنها بأشغاله،فكان الأذان هو المرغِّب لأدائها،والمحرّك للهمَّة إلى إجابة ندائها.

إذن فالأذان شُرِعَ لحكمٍ عظيمةٍ،وفوائدَ جليلةٍ، يقولُ الإمامُ "ابنُ الهمام"-رحمه الله-: "المقصود من الأذان لم ينحصر على الإعلام،بل هو نشر لذكر الله ودينه في أرضه، وتذكيراً لعباده من الجن والإنس الذين لا يرى شخصهم في الفلوات من العباد"[17]وقال الحافظُ "أبو العبَّاس القرطبيُّ": "ويحصل من الأذان إعلام بثلاثة أشياء: بدخول الوقت،وبالدعاء إلى الجماعة،ومكان الصلاة،وبإظهار شعار الإسلام"[18]وأهم الحكم التي تتجلَّى في مشروعية الأذان تتلخص فيما يلي:

1-          الإعلام بدخول وقت الصلاة،وهو المقصود الأعظم من الأذان.

2-           إظهار شعار الإسلام في كل بلدة أو مصر.

3-           نداء لحضور الجماعة ومكان الصلاة.

4-   هو العلامَةُ الدالّة المُفرِّقة بين دارِ الإسلامِ ودارِ الكُفْرِ،فقد كانَ النَّبيُّ-صلى الله عليه وسلم-إذا غزا،فإن سمع أذاناً أمسك،وإلا أغار.

5-   اشتماله على فوائد جليلة أخرى تطرد الشيطان،واستجابة الدعاء عنده،وغيرها.فقد جاء من حديث أبي الدرداء،قال: سمعتُ رسولَ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-يقولُ:(ما من ثلاثةٍ لا يُؤذنون،ولا تقام فيهم الصلاة،إلا استحوذَ عليهم الشَّيطانُ)[19].

أما استجابة الدعاء فقد جاء من حديثِ جَابِرٍ أنَّ رَسُولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-،قَالَ:(مَنْ قال حين يسمعُ النداء:اللهُمَّ ربَّ هذه الدعوة التامة،والصلاة القائمة آتِ مُحمَّداً الوسيلة والفضيلة،وابعثْهُ مَقَاماً محمُوداً الذي وعدته،حَلَّتْ لَهُ شفاعتي يومَ القيامةِ)[20] وعن أنس بن مالك،قال: قال رسولُ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-:(الدُّعاءُ لا يُردُّ بينَ الأذانِ والإقامةِ)[21]

أما الإقامة فلا تختلف عن الأذان كثيراً من حيث حكمة المشروعية ، فأكثر ما قيل في الأذان من حكم وفوائد يُقال في الإقامة، ذلك أن الإقامة تُسمَّى أذاناً –أيضاً-؛ لأنها إعلامٌ بحضور فعل الصلاة،كما أن الأذان إعلامٌ بدخولِ الوقتِ. فيكون المقصود الأعظم منها هو الإعلام بالشروع في الصلاة[22]،وقد جاء هذا الإعلام بألفاظ عظيمة،تضمنت عقيدة الإيمان، وتعظيم الله،وإقرار الفلاح والفوز، لمجيب النداء، ليدخل المصلي في الصلاة على بينة من أمره،وبصيرة من إيمانه،ويستشعر عظيم ما دخل فيه، وعظمة حقّ مَن يعبده وجزيل ثوابه[23].والله أعلم

 

ويتبع الحكمة من الأذان حكم أخرى تتعلق  بالمؤذن نفسه:

ما من شعار أقوى وأنفذ من الأذان.. ولا شعور أسد وأحكم من تبيين الموقف الفكري والسياسي من على المآذن والمنابر المتعارفة. فعن رسول الله (ص) أنه قال:
"يغفر للمؤذن مدّ صوته وبصره، ويصدقه كل رطب ويابس، وله من كل من يصلي بأذانه حسنة"[24].
وفي حديث آخر عنه أيضاً قال:
"لحم المؤذن ودمه على النار حرام، من أذن لوجه الله سبع سنين كتب الله له براءة من النار.[25]
ويعدّ في ثالث المؤذنين أطول الناس أعناقاً وأرفعهم رأساً يوم القيامة[26].
وفي رواية أخرى عنه قال:
"أول من يدخل الجنة بعد الأنبياء والشهداء المؤذنون، ولا عمل خير من الأذان إلا الجهاد في سبيل الله"[27]

 

قلت : ويدخل في الحكمة من الترديد مع المؤذن ما يدخل في الحكمة من الأذان إلا أنه يزاد عليها ببعض الحكم التي يمكن ملاحظتها وهي :
1- إثارة انتباه السامع وإصغاءه إلى الأذان ليحصل بذلك كمال الاستماع .
2- لأظهار عظمة الصلاة و الأذان وذكر الله تعالى والتوقف عن كل ما يلهي الشخص من شؤون الحياة .

وقد أجاب الدكتور عبد الرحمن السحيم[28] عن هذا السؤال فقال:

 الحكمة في الترديد خلف المؤذِّن : أن المؤذنين أطول أعناقا يوم القيامة ، كما ثبت في صحيح مسلم ، ولَمّا كان لا ينال ذلك إلاّ أفراد قلائل شُرِع لمجموع الأمة الترديد خلف المؤذن ، لينال مثل فضله .

وأما الحكمة في الترديد مثل ما يقول المؤذن إلاّ في الحيعلتين : (حي على الصلاة ) و ( حي على الفلاح ) ؛ لأن التكبير والشهادتين ذِكر لله عزَّ وَجَلّ ، فشُرِع الذّكر كما يقول المؤذِّن .

وأما في الحيعلتين فإنها نداء ودعاء للصلاة والفلاح ، فكأن المؤذن يقول : هلِمّوا إلى الصلاة ، وهلموا إلى الفلاح ، فكان الإنسان بحاجة إلى الاستعانة بالله في هذا ، فهو يقول : لا حول ولا قوة إلاّ بالله ، أي : أنه يبرأ من حوله وقوته إلى حول الله وقوته ، ويستعين بالله على إجابة داعي الصلاة وداعي الفلاح.

ثانيا :يمكنني بعد هذا الطرح أن ألخص فضائل الأذان ومقصد الشارع من شرعه في نقاط أقسمها على ثلاث أقسام , وهي المقاصد الجزئية و المقاصد الخاصة و المقاصد الكلية  :

أولا: المقاصد الجزئية لمشروعية الأذان و الترديد خلف المؤذن:
وهي تلك المقاصد التي لا تتحقق سوى في الأذان

1-  الإعلام بدخول وقت الصلاة، والنداء لحضور الجماعة ومكان الصلاة   وهو المقصود الأعظم من الأذان  ولا يتحقق في غيره من الأحكام لذلك كان مقصدا جزئيا .

2-المؤذِّنون أطول أعناقًا يوم القيامة؛ لحديث معاوية بن أبي سفيان قال: سمعت رسول الله يقول:((المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة)) وهذه الفضيلة لا يتحصلها غير المؤذنين .

3-لا يسمع صوت المؤذِّن شيء إلا شهد له، قال أبو سعيد الخدري لعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري: ((إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء؛ فإنه لا يسمعُ مدى صوت المؤذّن جنٌّ ولا إنسٌ، ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة، قال أبو سعيد:سمعته من رسول الله ))

4-من أذَّن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة؛ لحديث ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أن رسول الله قال: ((من أذَّن ثنتَي عشرةَ سنةً وجبتْ له الجنة، وكُتِبَ لهُ بِكُلِّ أذانٍ ستونَ حَسَنةً، وبِكُلِّ إقامةٍ ثلاثونَ حسنةً))

5-دعاء النبي له بالمغفرة؛ لحديث أبي هريرة قال: قال رسول الله (الإمام ضامنٌ  والمؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين ))

6-المؤذِّن خيار عباد الله؛ لحديث ابن أبي أوفى: أن النبي قال: ((إن خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم لذكر الله))

7-المؤذِّن إذا أذَّن وأقام صلى خلفه من جنود الله ما لا يُرى طرفاه؛ لحديث سلمان الفارسي، قال: قال رسول الله: ((إذا كان الرجل بأرض قِيّ فحانت الصلاة، فليتوضأ، فإن لم يجد ماءً فليتيمّم، فإن أقام صلى معه ملكاه، وإن أذن وأقام صلى خلفه من جنود الله ما لا يُرى طرفاه))

8- إثارة انتباه السامع وإصغاءه إلى الأذان ليحصل بذلك كمال الاستماع , ولا أظن ذلك يتحقق في غير الأذان لذلك كان ذلك مقصدا جزئيا .






ثانيا: المقاصد الخاصة لمشروعية الأذان و الترديد خلف المؤذن:
وهي تلك المقاصد التي يشترك فيها الأذان مع غيره من الأحكام الشرعية في تحقيقها.

1-يطرد الشيطان؛ لحديث أبي هريرة أن رسول الله قال: ((إذا نُودي للصلاة أدبر الشيطان له ضُراط حتى لا يسمع التأذينَ، فإذا قُضِيَ النداءُ أقبل حتى إذا ثُوِّب للصلاة أدبَرَ،حتى إذا قُضِيَ التَّثْويبُ  أقبلَ حتى يَخطُرُ بين المرء ونفسه،يقول له:اذكر كذا واذكر كذا لما لم يكن يذكر من قبل،حتى يظلَّ الرجلُ لا يدري كم صلى))  قلت:وكل قراءة للقرآن وذكر لله طارد للشيطان لذلك كان هذا المقصد مقصدا من المقاصد الخاصة.

2-الأذان تُغفر به الذنوب ويُدخِل الجنة؛ لحديث عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله يقول: ((يعجب ربكم من راعي غنمٍ في رأس شظيَّة بجبل يؤذن بالصلاة ويصلي، فيقول الله انظروا إلى عبدي هذا يؤذنُ ويقيمُ يخاف مني، فقد غفرتُ لعبدي وأدخلته الجنة)) قلت: وكل تحلي بفضيلة وفعل لأمر واجتناب لنهي تحصل به المغفرة ودخول الجنة لذلك كان هذا مقصدا خاصا.

3-المنادي من الدعاة إلى الله، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى الله وَعَمِلَ صَالـِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْـمُسْلِمِينَ) قلت: والدعوة إلى الله تحصل بالأذان و بغيره من الوسائل التي لا حصر لها ؛ فكان هذا المقصد من المقاصد الخاصة.

4-لأظهار عظمة الصلاة و الأذان وذكر الله تعالى والتوقف عن كل ما يلهي الشخص من شؤون الحياة  , وهذا المقصد يدخل فيه الأذان كما يدخل فيه كل أمر بالسكوت و الإصغاء عند ذكر لله تعالى من قراءة القرآن ونحوه .

5-تحقيق الإستعانة والتوكل على الله , فكأن المؤذن يقول : هلِمّوا إلى الصلاة ، وهلموا إلى الفلاح ، فكان الإنسان بحاجة إلى الاستعانة بالله في هذا ، فهو يقول : لا حول ولا قوة إلاّ بالله ، أي : أنه يبرأ من حوله وقوته إلى حول الله وقوته ، ويستعين بالله على إجابة داعي الصلاة وداعي الفلاح , وتحقيق الإستعانة مقصد يمكن أن يتحقق في الأذان وفي غيره من العبادات لذلك كان مقصدا خاصا .

6- هو العلامَةُ الدالّة المُفرِّقة بين دارِ الإسلامِ ودارِ الكُفْرِ،فقد كانَ النَّبيُّ-صلى الله عليه وسلم-إذا غزا،فإن سمع أذاناً أمسك،وإلا أغار , وقد يلتبس هذا المقصد على البعض فيعتبرونه خاصا بالأذان لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتبر الأذان هو العلامة الدالة المفرقة بين دار الإسلام والكفر , ولكن يظهر لي أن العلامات المفرقة بين دار الإسلام والكفر لا تنحصر في الأذان فقط وإن كان الأذان هو أحدها لذلك أرى اعتبار هذا المقصد مقصدا خاصا .

7-الأذان نشر لذكر الله في أرضه , وهذا النشر لذكر الله لا يحصل بالأذان كما يحصل بغيره من الوسائل كالدعوة إلى الله وغيرها لذلك كان مقصدا خاصا.




ثالثا : المقاصد الكلية لمشروعية الأذان و الترديد خلف المؤذن:

أ‌.        لا يخفى علينا أن المقصد الأسمى من مشروعية الأذان والترديد خلف المؤذن هو مقصد حفظ الدين , وذلك لأن الأذان عبارة عن إعلام بدخول وقت الصلاة ومكانها وهو أعظم مقاصد الأذان وأهمها , فكان ترك الأذان مفوتا لأداء فريضة من الفرائض ومضيعا لها , لذلك كان الأذان من الأحكام التي ساهمت وبشكل كبير في إقامة فريضة الصلاة وحفظ الدين , ثم إن ما يلحق بالأذان من مقاصد خاصة كلها يتمحور حول المقصد الأسمى وهو حفظ الدين , فالإستغفار و الدعاء و الذكر كلها من أركان الدين ودعائمه المتينة.

 

ب‌.  قد يكون هذا المقصد بعيدا قليلا ولكن أرى ضرورة ذكره والتنبيه إليه , وهو مقصد حفظ النفس , قد يتسائل البعض كيف يكون الأذان محققا لمقصد حفظ النفس ؟

أقول : إن مقصد حفظ النفس يدخل فيه أمران:

 أما الأول فهو الفوز بالآخرة والجنة وهذا حفظ للنفس من الهلاك في النار وهذا ليس مقصد دنيوي بل هو مقصد أخروي .

وأما الآخر وهو الأهم : عرفنا من خلال الطرح السابق للمقاصد الجزئية والخاصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتبر الأذان هو العلامة الفارقة بين بلاد الإسلام وبلاد الكفر , فلو أن جيشا من المسلمين أراد الإغارة على بلد لم يرفع فيها الأذان حتى وإن كانت مسلمة, قد يؤدي ذلك إلى قتل البعض من المسلمين قبل أن يتمكن الجيش من معرفة أن هذا البلد مسلم فيتراجع , فكان إقامة الأذان حافظا لأرواح أهل البلد من أن يقتلوا خطئا , فكان الأذان عندئذ محققا لمقصد حفظ النفس والله أعلم.

ج. لن أتوسع في ذكر هذا المقصد ولكن أحببت الإشارة إليه لما قد يكون فيه من فوائد ألا وهو مقصد حفظ العقل نعلم جيدا أن الأذان ذكر لله تعالى والله تعالى يقول (واذكر ربك إذا نسيت) قال السعدي في تفسيره: ( ففيها الأمر بذكره عند النسيان فإنه يزيله ويذكر العبد ما سها عنه) ,

 وأضيف إلى ذلك : أن الأذان إعلام بدخول الصلاة ودعوة لها , وإننا نعلم الفوائد الصحية الجليلة التي يجنيها الإنسان من الصلاة وكل تلك الفوائد تعمل على وقاية الإنسان من الأمراض العصبية وبعض أمراض الأوعية الدماغية فهي تحقق بذلك هذا المقصد وإن كان هذا التأويل بعيدا قيللا .

د. مقصد حفظ المال ومقصد حفظ العرض(النسل) : إن الأذان فيه دعوة لمجموعة كبيرة من العبادات و الطاعات والترديد مع المؤذن يجعل الشخص منتبها متيقظا لهذه العبادات ممارسا لها حين النداء وغير غافل عنها  وهذه العبادات من ذكر لله تعالى و استغفار ودعاء,من شأنها أن تربي النفس على الفضائل وتحميها وتمنعها من الوقوع في الرذائل ,وتذكر العبد بالله تعالى ؛ فتقل في المجتمعات حالات السرقة و أكل الأموال بالباطل وغيرها من الإعتداءات و التجاوزات المالية فكان الأذان محققا بذلك لمقصد حفظ المال والله أعلم
كما تقل أيضا حالات الإعتداء على الأعراض من إطلاق للبصر في النظر للحرام وما يتبعه من  تحرش وزنا وغيرها فيكون بذلك الأذان
محققا لمقصد حفظ العرض(النسل).




الخاتمة :

الحمد لله تعالى الذي أعانني على إكمال بحثي واتمامه , فله الحمد في الأولى و الآخرة

أما بعد:

لقد طرقت في بحثي هذا باب الأذان و الترديد خلف المؤذن وما يتبعهما من أحكام وخلصت إلى النتيجة :وهي أن الأذان فرض كفاية وأن الترديد أو متابعة المؤذن سنة , سواء كان الأذان مسموعا مباشرة من المؤذن أو عن طريق وسائل التواصل الحديثة , فإذا كان الأذان مباشرا على الهواء وكان موافقا لتوقيت بلد السامع سن له متابعة الأذان , أما إن كان مباشرا على الهواء وليس موافقا لتوقيت بلد السامع سواء كان الأذان لصلاة قادمة أو فائتة لم يشرع له متابعة الأذان لأنه واقع في زمان غير زمانه , أما اذا كان الأذان مسجلا فلا تشرع متابعته لأنه لا يعد أذانا حقيقيا

ثم تعرضت للجانب المقاصدي من تشريع الأذان و الترديد خلف المؤذن , فذكرت المقاصد الجزئية لمشروعية الأذان والترديد خلف المؤذن وكان من أعظمها وأجلها الإعلام بدخول وقت الصلاة ومكانها ,ثم ذكرت المقاصد الخاصة لمشروعية الأذان والترديد خلف المؤذن وما يشترك في تحقيقه الأذان وغيره من الأحكام من مقاصد من مغفرة للذنوب وطرد للشيطان و الدعوة إلى ذكر الله تعالى وغيرها , ثم ذكرت المقاصد الكلية التي عنيت الشريعة بحفظها واشتركت في تحقيقها جملة كبية من الأحكام في مختلف أبوب الفقه , وهي حفظ الدين و النفس و العقل و العرض والمال , وبينت بإيجاز كيف عمل الأذان على تحقيق تلك المقاصد .

أسأل الله تعلى التوفيق و السداد و الهداية والرشاد وأن يكون قد وفقني في بحثي هذا لما يحب ويرضى وأن يكون عملي خالصا لوجهه الكريم.




الفهرس:

الرقم
العنوان
الصفحة
1
المقدمة
2
2
خطة البحث
4
3

التعريف بمفهوم الأذان

5
4

أدلة مشروعية الأذان

5

5

حكم الأذان

5

6

حكم الترديد خلف المؤذن

6

7

دخول الصورة النادرة في العموم 

7

8

تعلق الأذان  بالزمان و بالمكان

7

9

حمل ألفاظ الشرع على المعاني الحادثة:

8

10

التمهيد: مشروعية الأذان والترديد مع المؤذن ,(دراسة مقاصدية). 

8

11

الحكم التي تتعلق  بالمؤذن نفسه

10

12

المقاصد الجزئية لمشروعية الأذان و الترديد خلف المؤذن

11

13

المقاصد الخاصة لمشروعية الأذان و الترديد خلف المؤذن

12

14

المقاصد الكلية لمشروعية الأذان و الترديد خلف المؤذن

13

15

الخاتمة

15

16

الفهرس

16





[1] منقول عن موقع إمام المسجد  سؤال لابن عثيمين رحمه الله في لقاء الباب المفتوح ج2/280 اللقاء 34 / سؤال رقم 986 http://www.alimam.ws/   ,وموقع الإسلام سؤال وجواب أيضا .
[2] مقاييس اللغة (1/ 75)
[3] المبدع في شرح المقنع أبو إسحاق برهان الدين بن محمد بن عبد الله الحنبلي المكتب الإسلامي سنة النشر: 1421هـ / 2000م(ص: 309 ] باب الأذان).
[4] رواه الترمذي ( 189 ) وأبو داود ( 499 ).
[5] رَفْعُ النِّقَابِ عَن تنقِيح الشّهابِ المؤلف: أبو عبد الله الحسين بن علي بن طلحة الرجراجي ثم الشوشاوي السِّمْلالي (المتوفى: 899هـ)
المحقق: د. أَحْمَد بن محمَّد السراح، د. عبد الرحمن بن عبد الله الجبرين, مكتبة الرشد للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية ، 1425 هـ - 2004 م(2/627).
[6] الفقه الإسلامي وأدلته(1/535).
[7] مذهب الحنفية والظاهرية.
[8] شرح أحاديث عمدة الأحكام  ,الحديث الـ 71 في الترديد خَلْف المؤذِّن, عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
[9] "المجموع" (3/127) .
[10]  "الموطأ" (1/103)
[11] البحر المحيط في أصول الفقه المؤلف: أبو عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي (المتوفى: 794هـ) الناشر: دار الكتبي الطبعة: الأولى، 1414هـ - 1994م,(4/72).
[12] أضواء البيان "4/174".
[13] شرح مختصر خليل للخرشي المؤلف: محمد بن عبد الله الخرشي المالكي أبو عبد الله (المتوفى: 1101هـ)الناشر: دار الفكر للطباعة – بيروت(1/228).
[14] «مجموع الفتاوى»، لابن تيمية، (7/106، 115، 116).
[15] انظر «فتح الباري»، لابن حجر، (3/318).
[16] جمع وطر: والوطر: الحاجة.
[17] فتح القدير (2/254-255).
[18] شرح صحيح مسلم للنووي(4/77).
[19] رواه أحمد، واللفظ له، و أبو داود، كتاب الصلاة، باب التشديد في ترك الجماعة،(1/266)(547).وحسنه الألباني في صحيح أبي داود رقم(511).
[20] رواه البخاري(589)
[21] رواه أحمد وأبو داود والترمذي . وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" رقم(2843).
[22] الهداية(1/255)
[23] إكمال المعلم بفوائد مسلم: للقاضي عياض (2/254).
[24] حار الأنوار ج84، ص104.
[25] كنز العمال ج8، ص338
[26] بحار الأنوار ج84، ص106
[27] كنز العمال ج8، ص343.
[28] لشيخ/ عبدالرحمن السحيم ,عضو مكتب الدعوة والإرشاد , بتاريخ : 24-02-2010 , منتدى الإرشاد للفتاوى الشرعية
al-ershaad.net

تعليقات