معنى الجنابة
أصل الْجَنَابَة البعد، وَكَأَنَّهُ من قَوْلك: جانبت الرّجل إذا أَنْت قطعته وباعدته. وَلَج فلَان فِي جناب أَهله إذا لَجّ فِي مباعدتهم، وَلذَلِك قَالُوا للغريب: جنب وللغربة: الْجَنَابَة. يُقال: رجل غرُوب جنب إذا كَانَ غَرِيباً. وَنعم الْقَوْم هم لِجَار الْجَنَابَة أَي: لِجَار الغربة. فَسُمِّيَ النّاكح مَا لم يغْتَسل جنباً لمُجانبته النَّاس وَبعده مِنْهُم وَمن الطَّعَام حَتَّى يغْتَسل. كَمَا سُمِّيَ الْغَرِيب جنباً لبعده من عشيرته ووطنه.[١] وَرجل جُنُب وَامْرَأَة جُنُب وقوم جُنُب - هَذَا أَعلَى اللُّغَات الْمُذكّر والمُؤنّث وَالْجمع وَالْوَاحد فِيهِ سَوَاء - إِذا أَصَابَته جَنَابَة. وَقد أجنب الرّجل إِذا أَصَابَته الْجَنَابَة.
كيفية الغسل من الجنابة
ويمكن تفصيل كيفيّة الغُسُل من الجنابة كما ذكرها ابن قدامة المقدسي في كتابه المُغْنيّ حيث قال: الكامل يأتي فيه بعشرة أشياء:[٤] النّية: فلا تُقبل عِبادةٌ ولا طاعة ولا عمل بلا نيّة، ويكفي لها مُجرّد العزم على فعل الشّيء وقصد فعله ابتداءً. التّسمية: وهي نفسها البَسملة، أو قول الشّخص: بسم الله الرّحمن الرّحيم. غسل يديه ثلاثاً. غسل ما به من أذى: ويُقصد به الفَرج تحديداً، فيُسَنّ لمن أراد الغُسل من الجنابة غَسلُ موضع الجنابة وهو الفرج، كما جاء في حديث عائشة - رضي الله عنها - سالف الذّكر. الوضوء: والمقصود به الوضوء المعتاد بأركانه وسُننه، ويُسَنّ تأخير غسل القدمين إلى آخر الاغتسال. أن يَحثي على رأسه ثلاث حثيات يروي بها أصول الشّعر. يفيض الماء على سائر جسده: وهو الرّكن الأساسيّ في غسل الجنابة، فإن اكتفى به أجزأه ذلك؛ لأنّ المقصود في الغُسل تعميم الماء على الجسم لإزالة النّجاسة وتحقق الطّهارة. أن يبدأ بشقّه الأيمن ويدلّك بدنه بيده، ثم ينتقل إلى شِقّه الأيسر حتّى ينتهي من غسل جميع بدنه. أن ينتقل من موضع غسله فيغسل قدميه: ويكون ذلك في نهاية الاغتسال حتّى يكون غسل القدمين بماءٍ طاهرٍ لم تُصِبه نجاسةٌ. أن يُخلّل أصول شعر رأسه ولحيته بماء قبل إفاضته عليه.
متى يجب غسل الجنابة؟
1- خروج المنيّ بشهوة كالجماع أو بغير شهوة كالإحتلام
2-التقاء الختانين: أي مُجرّد الجماع سواء أأنزَل أم لم يُنزِل، لقوله - عليه الصّلاة والسّلام -: (إذا جلس بين شُعَبِها الأربع، ثمّ جَهَدَها فقد وَجَبَ الغُسل وإن لم يُنزِل)،
3- إسلام الكافر.
4- انقطاع الحيض: وهو دمٌ أسودُ مُنتِن، يُرخيه رحم المرأة، ويخرج من القُبُل حال الصّحة، وانقطاعه شرط لصحّة الغسل له.
5- خروج دم النّفاس: وهو الدّم الخارج من قُبُل المرأة بسبب الولادة،
ما يحرم على الجنب فعله
- يحرم على الجنب الصّلاة سواء أكانت فرضاً أم نفلاً، لأنّ الطّهارة شرط صحّة الصّلاة ولقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا تقبل صلاة بغير طهور».وهذا باتّفاق. ويشمل ذلك سجدة التّلاوة وصلاة الجنازة
- ويحرّم كذلك الطّواف فرضاً كان أو نفلاً، لأنّه في معنى الصّلاة لقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «الطّواف بالبيت صلاة إلاّ أنّ اللّه أحلّ لكم فيه الكلام» ولذلك لا يصحّ الطّواف ممّن كان جنباً، وهذا عند المالكيّة والشّافعيّة والحنابلة،
- ويحرم على الجنب مسّ المصحف بيده أو بشيء من جسده، سواء أكان مصحفاً جامعاً للقرآن، أم كان جزءاً أم ورقاً مكتوباً فيه بعض السّور، وكذا مسّ جلده المتّصل به، وذلك لقوله تعالى: {لا يَمَسُّه إلاّ المُطَهَّرُونَ} وفي كتاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم: «أن لا يمسّ القرآن إلاّ طاهر». ويحرم على الجنب كذلك حمل القرآن إلاّ إذا كان بأمتعة، والأمتعة هي المقصودة، أو كان حمله لضرورة، كخوف عليه من نجاسة أو غير ذلك.
- ويحرم على الجنب أن يكتب القرآن، وذلك عند المالكيّة، وهو وجه مشهور عند الشّافعيّة، وقال محمّد بن الحسن: أحبّ إليّ أن لا يكتب، لأنّ كتابة الحروف تجري مجرى القراءة.
- ويحرم على الجنب قراءة القرآن عند عامّة العلماء من الحنفيّة والمالكيّة والشّافعيّة والحنابلة لما روي أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان لا يحجزه شيء عن قراءة القرآن إلاّ الجنابة وعن عبد اللّه بن عمر رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال:«لا تقرأ الحائض ولا الجنب )
- ويحرم على الجنب دخول المسجد واللّبث فيه، وأجاز الشّافعيّة والحنابلة وبعض المالكيّة عبوره، للاستثناء الوارد في قوله تعالى: {ولا جُنُبَاً إلاّ عَابِري سَبيلٍ} ومنع الحنفيّة وهو المذهب عند المالكيّة العبور إلاّ بالتّيمّم.
- ويحرم الاعتكاف للجنب لقوله تعالى: {ولا جُنُبَاً إلاّ عَابِري سَبيلٍ}. ……..والله أعلم
حكم الاغتسال من الجنابة
غسل الجنابة فرض بإجماع المسلمين، قال تعالى: (وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ), ودلالة الأمر المطلق الوجوب
بقلم: أ.معتز السرطاوي
تعليقات
إرسال تعليق
علق هنا...