المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم , والصلاة والسلام على سيدنا
محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجميعن
ثم أما بعد:
إن الله سبحانه وتعالى أنزل علينا القرآن الكريم رحمة
ونورا وهدى , وأودع فيه الكثير من الآيات والعبر والعظات لتكون دليلا على وجوده
وشاهدا على وحدانيته سبحانه , ودعانا للتفكر في آلاءه وآياته لتكون لنا سندا
ومعينا على عبادته و الانقياد لأوامره ونواهيه , لنحصل على النجاح والفلاح في
الدنيا والآخرة.
وتعتبر هذه الآيات والمعجزات التي أودعها الله في ثنايا
كتابه العزيز أكبر برهان على نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصدق نبوته لأن
هذه المعجزات لم تكشف تفاصيلها إلا مؤخرا بعد تطور العلوم والمعارف , فكيف لنبي
عاش قبل 1400 عام أن يحيط بكل هذه التفاصيل الدقيقة من العلوم في زمنه؟ , فإذا لا
بد أن هنالك قوة عظمى قد عضدته وأمدته بالآيات المعجزات لتكون برهانا ودليلا على
صدق نبوته سواء في زمنه وبين قومه وحتى بعد آلاف السنين كما هو في زماننا الحالي.
سأحاول في هذه الوريقات الإضاءة على بعض المفاهيم
المتعلقة بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم , وسأورد بعض الأمثلة الموضحة له
مستندا بذلك إلى المراجع والأدلة الدينية والعلمية , فأرجو أن أوفق في ذلك, والله
هو الموفق وهو يهدي السبيل.
خطة البحث:
المبحث الأول: المفاهيم
المطلب الأول: مفهوم القرآن الكريم
المطلب الثاني: مفهوم الإعجاز العلمي لغة واصطلاحا
المبحث الثاني: ضوابط منهج البحث في الإعجاز العلمي في
القرآن الكريم
المبحث الثالث: شواهد قرآنية على الإعجاز العلمي في
القرآن الكريم.
المبحث الرابع: فوائد العلم بالإعجاز العلمي في القرآن
الكريم.
الخاتمة
المصادر والمراجع
المبحث الأول: المفاهيم
المطلب الأول: مفهوم القرآن الكريم
أولا: القرآن لغة : لفظ القرآن مشتق من مادّة الفعل قرأ
بمعنى القرء؛ أي الضم والجمع، ومنه القول: قرأت الشيء؛ فهو قرآن؛ أي ألّفت بينه،
وجمعت بعضه إلى بعض، وكانت العرب تقول: "ما قرأت هذه الناقة سلى قط"،
والمقصود من قولهم أنّ هذه الناقة لم تضمّ في رحمها جنيناً أو ولداً أبداً، ويقول
الإمام أبو عبيدة -رحمه الله تعالى-: أٌطلق اسم القرآن على كتاب الله -تعالى-؛
لأنّه يؤلّف بين السور، ويضمّ بعضها إلى بعض، وقد بيَّن الله -تعالى- ذلك في
كتابه؛ فقال -جلّ وعلا-: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)؛ أي ضم بعضه إلى
بعض، وقال -سبحانه وتعالى- في آية أخرى: (فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ)، أي إذا رتّلت
بعض آياته في إثر بعض؛ حتى تأتلف وتجتمع آياته بعضها إلى بعض، وهو بذلك مماثل
لمعنى الضمّ، والتأليف.
أُطلق على كتاب
الله -تعالى- اسم القرآن؛ لأنّه يضم في ثناياه القصص والأخبار، والوعد والوعيد،
والأوامر والنواهي، كما يجمع الآيات والسور بعضها إلى بعض، ويقول الإمام الباقلاني
-رحمه الله تعالى-: يأتي القرآن على صيغة المصدر كما في قوله -تعالى-: (إِنَّ
عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)، ويأتي على صيغة الاسم كما في قوله -تعالى-:
(وَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ جَعَلنا بَينَكَ وَبَينَ الَّذينَ لا يُؤمِنونَ
بِالآخِرَةِ حِجابًا مَستورًا)، وقد بيّن الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى- أنّ
القرآن لفظ غير مشتق، وإنما هو اسم علم غير مهموز أطلق على كتاب الله -تعالى-،
كالتوراة، والانجيل، ولم يؤخذ من الفعل المهموز قرأت، ويقول الإمام القرطبي -رحمه
الله تعالى-: القرآن، والتوراة، والإنجيل جميها على الصحيح ألفاظ مشتقّة.
- القرآن هو أوّل اسم أطلق على كتاب الله -تعالى-، وهو
أشهرها، وهو في أصل وضعه مرادف لمعنى القراءة، ثم تغيّر معناه المصدري ليصبح اسم
علم لكتاب الله -تعالى- المنزل على خاتم أنبيائه ورسله، كما أن القرآن لفظ مشتق من
الفعل المهموز قرأ، اقرأ، ويأتي بمعنى؛ تفهَّم، أو تدبَّر، أو تفقَّه، أو تتبَّع،
أو تعلَّم، كما ويأتي بمعنى تنسَّك، أو تعبَّد، وتأتي اقرأ بمعنى تحمَّل، والمعنى
المراد؛ تحمَّل هذا القرآن المنزل، والدليل على ذلك قوله -تعالى-: (إِنَّا
سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا)، والقرآن لفظ مشتق من فعل غير مهموز، وهو
الفعل قَرَن المأخوذ من القِران، كقول: قرنت الشيء بالشيء، وهو مأخوذ من القِرى
-بكسر القاف-، بمعنى الكرم، وحسن الضيافة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي
-صلى الله عليه وسلم- قال: (وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ،
يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ
السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ،
وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ).
ثانيا: القرآن اصطلاحا: القرآن الكريم هو كلام الله
-تعالى-، المُنزل على نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم-، المعجز بلفظه، المتعبّد
بتلاوته، المُفتتح بسورة الفاتحة، والمُنتهي بسورة الناس، المكتوب في المصاحف،
والمنقول إلينا بالتواتر.
إضاءات في المفهوم الاصطلاحي:
القول بأنّه كلام الله -تعالى-؛ تمييزاً له عن سائر كلام
المخلوقين من الإنس، والجن، والملائكة، والقول بأنه المنزل؛ قيد يخرج به الكلام
الذي اختصّ الله -تبارك وتعالى- بعلمه، أو أوحاه إلى ملائكته الكرام ليعملوا به،
وليس لينقلوه إلى أحد من الإنس، وذلك أنّ الله -تعالى- أنزل بعض كلامه على خلقه،
واستأثر بالبعض الآخر، ولم يطلع عليه أحد، يقول الله -تعالى-: (قُل لَو كانَ
البَحرُ مِدادًا لِكَلِماتِ رَبّي لَنَفِدَ البَحرُ قَبلَ أَن تَنفَدَ كَلِماتُ
رَبّي وَلَو جِئنا بِمِثلِهِ مَدَدًا)، وقال -سبحانه وتعالى-: (وَلَوْ أَنَّمَا
فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ
سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّـهِ)، والقول بأنّه منزل على
نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ خرجت به الكتب السماوية التي نزلت على غيره من
الأنبياء؛ كالتوراة المنزلة على نبيّ الله موسى -عليه السلام-.
- والقول بأنّه المعجز كان للدلالة على أنّه المعجزة
الخالدة التي نصر الله -تعالى- بها نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتعرّف
المعجزة بأنّها عمل خارقٌ للعادة، تختصّ بأفعال الله -تعالى-، ويوقعه -سبحانه
وتعالى- على يد نبيٍّ من أنبيائه؛ ليكون برهان صدق على دعوته ورسالته، وأمّا
المراد من قول: "المنقول إلينا بالتواتر"؛ فذلك لبيان أنّ القرآن الكريم
نقل إلينا عن طريق جبريل -عليه السلام-، ثمّ عن طريق النبي -صلى الله عليه وسلم-،
ثم عن الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم-، حتّى جمع على عهد أبو بكر الصديق -رضي
الله عنه- بأمر منه، ثم جمع في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- في مصحف واحد،
وبلغة ولهجة واحدة؛ فكتاب الله -تعالى- تناقلته الأمّة الإسلامية بالتواتر عبر
أجيالها المتعاقبة، والمقصود بالتواتر؛ أي نقله جمع كثير لا يحصى عددهم عن مثلهم،
واستحال عقلاً تواطؤهم واجتماعهم على الكذب، ويكون ذلك بصورة مستمرة، دائمة
التواتر إلى يوم القيامة، ممّا يدلّ على اليقين الصادق، والعلم الجازم القطعيّ.
المطلب الثاني: مفهوم الإعجاز العلمي لغة واصطلاحا
أولا: الإعجاز لغة: يطلق الإعجاز في اللغة على إثبات
العجز ، وهو القصور عن فعل الشيئ، فعندما يقال: أعجز فلاناً عن الأمر، إذا حاول
تحقيقه فلم يحققه ، والإعجاز ضد القدرة ، وهو زوال القدرة عن الإتيان بالشئ من عمل
أو رأي أو تدبير.
وقال في معجم مقاييس اللغة: العين والجيم والزاء أصلان
صحيحان يدل أحدهما على الضعف ، والأخر مؤخر الشيئ...فالأول : عجز عن الشيئ يعجز
عجزاً فهو عاجز أي ضعيف ويقولون : العجز في فلان إذا عجزت عن طلبه وإدراكه.
وقال ابن منظور : الإعجاز هو : الفوت والسبق بالنظر الى
حال المُعجز وهو الضعف بالنظر الى حال العاجز .
وجمع الراغب الأصفهاني بين معاني الإعجاز اللغوية حيث
قال : العجز أصله التأخر عن الشئ وحصوله عند عجُز الأمر ، أي مؤخرة... وصار
التعارف أسماً للقصور عن فعل الشيئ.
إن المتأمل في المعامل اللغوية المتقدمة يجددها تدور حول
معاني عدة منها: عدم القدرة والضعف و الانقطاع.
ثانيا: الإعجاز العلمي اصطلاحا: يقول ابن فارس ، العين
واللام والميم أصل صحيح واحد يدل على أثرٍ بالشيء يتميز به عن غيره ، من ذلك
العلامة وهي معروفة ، والعلم نقيض الجهل ، ورجل عالم وعليم ، وعلَّامٌ وعلَّامةٌ
إذا بالغتَ في وصفه بالعلم أي عالم جدا ، والياء في العلمي ياء للنسبة ، والعلم
اصطلاحاً للعلم تعاريف عديدة حيث يُعرف العلم عند بعض الفلاسفة غير الماديين بأنه
حضور وجود مجرد لوجود مجرد ، ويعرّفه آخر بأنه
حالة إضافية بين العالم والمعلوم ، ويعرفه ثالث بأنه صورة منطبعة عند العقل
، بينما يعرفه أصحاب الفلسفة المادية بأنه مجموعة من القضايا الحقيقيّة القابلة
للإثبات عن طريق التجربة والحس ، ومن الواضح أنَّ العلم ينقسم وفق اعتبارات معينة
إلى أقسام عديدة ، كتقسيمه إلى حسي ونظري ، والمقصود بالعلم في المقام هو العلم
الحسي القائم على التجربة .
و الإعجاز العلمي في القرآن هو موضوع يتناول ما ورد في
القرآن من موضوعات علمية تتعلق بالحقائق الكونية التي لم تكن مدركة للبشر في زمن
نزول القرآن ثم أثبتها العلم لاحقا.
المبحث الثاني: ضوابط منهج البحث في الإعجاز العلمي في
القرآن الكريم
تمثل عملية تقنين المواضيع العلمية أهمية بالغة
ودقيقة ، وذلك لما تمثله من صياغة الإطار العام الذي يتجه نحوه الموضوع وكذلك
النتائج المتوخاة المبنية على ذلك ، فالضوابط إذاً تمثل المسار الذي ينبغي أن يتجه
على وفقه الموضوع ، والسور الذي لا يجب أن يخرج عنه سياق البحث ، وذلك لضمان سلامة
النتائج وليس استثناء من ذلك ، أهميةُ تقنين مسألة الإعجاز العلمي تظهر أهمية ذلك
من خلال العرض التالي ، مع تقادم الزمن وتطور العلم الحديث نشأت الحاجة إلى وجود
أسلوب جديد في التبليغ ونشر ثقافة التوحيد يتناسب مع التطور العلمي والتكنولوجي
الحاصل في هذا العصر، وبسبب اقتناع الكثير من العلماء والباحثين بنجاعة الإعجاز
العلمي كطريق للإقناع ، ونتج عن ذلك كثرة خوضهم في هذا المجال مما سبب حالة من
العشوائية في التعامل مع الإعجاز العلمي ، من هنا كانت الحاجة إلى وضع قواعد وأسس
تنظم عملية الإعجاز العلمي في القرآن وتقضي على حالة العشوائية وعدم التنظيم فمع كثرة المهتمين بهذا الشأن وتسابق المختصين
وغيرهم بالخوض في الأبحاث المتعلقة بالإعجاز العلمي ، نتج عن ذلك الوقوع في الكثير
من الأخطاء ، وذلك بسبب عدم وضوح الإطار الذي يحدّد عملية البحث في الإعجاز العلمي
، هذا الإطار تمثله الضوابط التي يجب أن تراعى عند التعامل مع مسألة الإعجاز
العلمي وهي كالتالي:
-
وجوب الرّجوع إلى المصادر الموثوقة في تفسير
القرآن الكريم، والبحث والنّظر فيها بتأنّي، والإلمام بالعلوم المتّصلة بالقرآن
الكريم إلماماً شاملاً، فإن تعذّر ذلك ينبغي الرّجوع إلى أهل العلم واستفسارهم
عمّا أُشكل، وكلّ ذلك في سبيل تجنّب الوقوع في الخطأ في تفسير كلام الله -تعالى-
-
العلم بتاريخ الظاهرة العلميّة التي يبحث عنها،
ومصطلحاتها وما يتعلّق بها.
-
التّوازن في التّأويل في
الإعجاز العلميّ الوارد في القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشّريفة، وفي دلائل
نبوّة سيّدنا محمد -عليه السّلام-، والابتعاد عن التّأويل قدر المستطاع، وتجنّب
التّفريط في تفسير الآيات تفسيراً علميّاً وربطها بالظواهر العلميّة؛ لئلا يَخرج
القرآن الكريم عن غايته الأساسية؛ وهو أنّه كتاب هداية.
-
معرفة أنَّ الله -عزّ وجل- وحده الكامل، والعالم
بكلّ بخلقه وكونه، وبذلك أخبر القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشّريفة، وأمّا علم
الإنسان قاصرٌ يعتريه النّقص بطبعه مهما وصل به العلم، وقد جاءت نصوص الوحي مكملةً
لبعضها البعض، وصحيحة توضّح إعجاز الله -تعالى- في خلقه للكون وقدرته فيه، بالرغم
أنّها نزلت متفرّقةً إلّا أنّها لا تتعارض مع الحقائق العلميّة التي يتوصّل إليها
البشر بشكلٍ صحيح.
-
مراعاة معاني اللّغة العربيّة، والالتزام بها منذ
نزول الوحي واستخدامها وفقاً لذلك، ومراعاة القواعد النحويّة والبلاغيّة، والحرص
على التقيّد بالمعنى الحقيقيّ، وعدم الخروج عنه إلا بوجود قرينةٍ كافية، والعلم
أنّ اللّغة تحتمل أكثر من وجه، والقرآن الكريم بطبعه مرن يقبل هذه الوجوه جميعاً،
فينبغي عرض الكلمة على جميع معانيها، ومطابقة المناسب منها وإن تعدّد.
-
حقائق القرآن ثابتة لا يُدلى فيها برأي، فما
وافقها أُخذ به، وما عارضها لم يُؤخذ به، ذلك أنّ القرآن الكريم وحيٌ من الله
-تعالى- لا شكّ ولا غلط فيه، ولا يُفسّر القرآن الكريم إلّا بالثابت من العلم،
ويُتجنّب تفسيره بما هو قيد النّظر والبحث.
-
القرآن الكريم كتاب هداية للنّاس، فلا بد من
القيام بالغاية التي خلقنا الله -تعالى- من أجلها، وهي عبادته وعمارة الكون، قال
-تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، فانصبّ
القرآن الكريم في أساليبه من أجل تحقيق هذه الغاية من خلال لفت النّظر إلى الكون
بأجزائه والإنسان بمكنوناته، فيجب أن تكون الدّراسات والأبحاث في القرآن الكريم
ضمن هذا النّطاق، ولا تؤثر على الغاية الأساسيّة منه.
-
معرفة القرآن الكريم لا يتعارض مع الحقيقة
العلميّة الثابتة، فإن كانت الحقيقة العلمية واردة في القرآن الكريم بدلالةٍ
قطعيّة وتَوصّل إليها العلم البشريّ استناداً على جهود العلماء المختصّين فلا
يُمكن أن يحدث تصادم بينهما، وإن وقع ذلك فقد يكون النّص القرآني ظنيّ الدّلالة،
أو أنَّ الحقيقة ما زالت في مرتبة النّظرية ولم تصل إلى الحقيقة، وذلك لأنَّ
القرآن الكريم من عند الله -تعالى-، والكون من خلقه وتدبيره وتصرفه، قال -تعالى-:
(قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ
كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا).كما أنّ الحقائق العلميّة لا يمكن نقضها، لكنّها تتطور
ويكتشف العلماء المزيد من تفاصيلها ودقائقها، وذلك نتيجة تطوّر العقل البشريّ،
واكتسابه المزيد من العلوم التي تساعده على ذلك، ولا يُعدّ ذلك منقصة في العلم
وقصوراً فيه، بل التّطور واكتشافه المزيد منه يعدّ من حقيقته وأساس تكوينه.
-
سلوك منهج البرّ والحكمة في البحث العلميّ، وعدم
استعجال نتيجة العلم؛ لأنّ الزّمن هو أفضل مفسّرٍ للقرآن الكريم، وتذكّر قول الله-
تعالى-: (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـٰكِنَّ
الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا
اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)،والحرص على استخدام ما سخّره الله -تعالى- في
الكون والاستفادة من خيرات الأرض من أجل تيسير الحياة دون النّظر إلى المعتقد
والدّين، فإنّ الله -تعالى- يُعطي الدّنيا للمؤمن وغيره، أمّا الآخرة فلا يعطيها
إلا للمؤمنين.
-
فَهم أسباب النّزول، والنّاسخ والمنسوخ، والمطلق
والمُقيّد، والعام والخاص، والمجمل والمفصّل من آيات القرآن الكريم.
-
الرّجوع إلى تفسير الآيات الوارد منذ زمن رسول
الله -صلّى الله عليه وسلّم-، مروراً بالصّحابة الكرام، والتّابعين وتابعيهم إلى
الزّمن الحاضر.
-
الإلمام بالقراءات الصحيحة المتعلقة بالآيات إن
وُجدت.
-
جمع الآيات المتعلّقة في الموضوع بجميع مواضعها،
وتفسير بعضها ببعض، وتوظيف أحاديث النبيّ -عليه الصلاة والسّلام- المتعلّقة بها من
أجل توضيحها وفهمها.
-
التّعامل مع النصّ القرآنيّ المتعلّق بالظاهرة
العلميّة كوحدة واحدة، وتجنّب تجزئته وأخذ بعضه دون بعض.
-
العمل بقاعدة "العبرة
بعموم اللّفظ لا بخصوص السّبب".
-
تجنّب الخوض بالأمور الغيبيّة من الدين؛ كالذّات
الإلهيّة، والرّوح، والملائكة، والجنّ، والجنّة والنّار، وعالم البرزخ، ويوم
القيامة، وغيرها، والتّسليم لها والإيمان بها إيماناً مطلقاً، والاعتراف بالعجز عن
الوصول إليها دون إخبار من الله -تعالى- عنها.
-
العلم أنّ يوم القيامة له
سنن، ولا ترتبط هذه السّنن بما في الدّنيا ولا علاقة لها بها، قال -تعالى-:
(يَسأَلونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرساها قُل إِنَّما عِلمُها عِندَ رَبّي لا
يُجَلّيها لِوَقتِها إِلّا هُوَ ثَقُلَت فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ لا تَأتيكُم
إِلّا بَغتَةً يَسأَلونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنها قُل إِنَّما عِلمُها عِندَ
اللَّـهِ وَلـكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ)، ورغم ما أظهره الله -تعالى-
لنا في الكون من الإشارات الدّالة على اليوم الآخر، إلّا أنّ موعده لا يعلمه إلا
هو -سبحانه وتعالى
-
التمكّن العلميّ الدّقيق في المجال والتّخصص الذي
تعرضه الآية الكريمة، وعدم الخوض فيه من قِبَل غير المتخصّصين.
-
التّفريق ما بين الناقل، والمحقّق، والمفسّر،
فيجب على الناقل إسناد ما يقوم بنقله إلى صاحبه بكلّ أمانة.
-
الأخذ بعين الاعتبار أنَّ الباحث يُمكن له أن
يتّخذ الآيات القرآنية منطلقاً له من أجل الكشف عن قضيّة علميّة لم يتوصل العلم
إليها بعد، فالقرآن الكريم هو الكتاب الحقّ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا
من خلفه.
-
تقدير جهود العلماء
السّابقين في العصور السّابقة في تفسير الآيات الكريمة وبيان إعجازها، وعدم
التّقليل من شأنهم، فالزّمن يتطوّر ودائرة المعرفة تتّسع والعقل البشريّ يتقدّم.
- التّفريق بين
الإعجاز العلميّ، والتّفسير العلميّ للقرآن الكريم، فالإعجاز هو ما تظهره الآية
القرانية من مظاهر الكون ومعجزاته ممّا لم يصل إليه العلم بعد، أمّا التفسير
العلميّ فهو محاولة البشر وبذل الجهد في فهم النّص القرآنيّ، وقد يُصيب وقد يخطئ.
المبحث الثالث: شواهد قرآنية على الإعجاز العلمي في
القرآن الكريم.
الإعجاز العلمي في الشمس
وظهر هذا في
قوله تعالى (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ
الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ). حيث أنه وفي الماضي كان هناك اعتقاد سائد بأن الأرض جرم
ثابت تدور حوله أجرام أخرى كالشمس لكن أثبت العلم الحديث العكس تماماً فالأرض جرم
متحرك يسير حول الشمس وهي بدورها أيضا في حركة مستمرة كما ورد في الآية الكريمة
السابقة.
الاعجاز في توازن نظام الكون
وظهر هذا في
قوله تعالى (إِنَّ اللَّـهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا
وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ
حَلِيمًا غَفُورًا). وهذه الآية المباركة توضح أن الأرض والكون من حولها متوازنين
ويظهر هذا من خلال الجاذبية والتي تمنع سقوط الأرض وتبقي توازنها.
الانفصال بين السماء والأرض
وهذا من ضمن
أمثلة على الإعجاز العلمي في القران الكريم، حيث ظهر وجه الاعجاز هنا بقوله تعالى
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا
رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا
يُؤْمِنُونَ). حيث يتفق نص هذه الآية المباركة مع واحدة من النظريات العلمية
الحديثة وهي نظرية التضخم الأبدي وهذه النظرية طويلة وتحتوي على الكثير من
التفصيلات إلا أنها تشير إلى أن السماوات والأرض في الماضي كانتا عبارة عن كتلة موحدة
واحدة ثم انفصلتا.
التناسب بين نسب الأكسجين والارتفاع عن سطح الكرة
الأرضية
ووجه الإعجاز
هنا ظهر بقوله تعالى (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ
لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا
كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى
الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ). حيث أن الآية المباركة وضحت أن من عاقبه الله عز وجل
بالضلالة سوف يشعر بضيق كلما سمع موعظة تدله إلى طريق الصواب وتبعده عن طريق الخطأ
والضلال فيكون حاله عند سماع الموعظة من الضيق كحال شخص يتصعد في السماء حيث أنه
وبعد ما تطور العلم بشكل كافي حتى يبلغ البشر السماء عن طريق وسائل الطيران
المختلقة اكتشف البشر أنه كلما صعدت للأعلى بعيدا عن سطح الأرض سوف يقابل هذا نقص
في الأكسجين وزيادة في قيمة الضغط الجوي ما يسبب شيء من الضيق وصعوبة كبيرة في
التنفس وهذا ما وصفته الآية من ضيق للضالين عند سماع الموعظة والله أعلم.
التوسع المستمر للسماء
بدأ الجدل حول توسع الكون تزامنا مع ظهور نظرية الانفجار
العظيم سنة 1927 بحيث وجد لوميتر أن الظواهر الكونية الناتجة عن النسبية العامة لا
يمكن أن تكون ثابتة كما تم صياغتها من طرف آينشتاين بوضع ثابت كوني إيمانا منه بأن
الكون ثابت. في عام 1929، برهن إدوين هابل أن الكون في توسع، بعد أن لاحظ انزياح
أحمر في طيف المجرات البعيدة مما يعني أنها تبتعد عن بعضها البعض بسرعة تتناسب مع
مسافاتها عن مجرتنا. فنظريتا الانفجار العظيم والنسبية العامة ساهمتا في اكتشاف
ظاهرة توسع الكون. وهو ما يتوافق مع نص الآية: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا
بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ).
طبيعة الجبال كالأوتاد في علم الجيولوجيا
الوتد يغرس في الرمل لتثبيت الخيمة، وهكذا الجبال فقد
اخترقت بامتداداتها الطبقة اللزجة التي تقع في أسفل الطبقة الصخرية التي تُكوِّن
القارات، فأصبحت بالنسبة للقارات كالوتد للخيمة، فالوتد يثبت الخيمة بالجزء الذي
يغرس في الصحراء وهكذا الجبال تثبت القارات بالجزء المغروس منها في الطبقة اللزجة
التي تقع تحت الطبقة الصخرية التي تتكون منها القارات. ولقد تأكد للعلماء هذه
الحقيقة العلمية في علوم الأرض عام 1965 وعلموا أنه لولا خلقت الجبال هكذا
كالأوتاد لطافت القارات ﴿وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ٧﴾ [النبأ:7]،
ومادت الأرض واضطربت من تحت أقدامنا، فالقرآن يذكرنا بهذه الحقيقة بقوله:
﴿وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا
لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ١٥﴾ [النحل:15] إن جعل الجبال كالأوتاد لكي لا تميد الأرض
بنا لهو خير دليل على تحركها فلو كانت ثابثة لم يكن للجبال فائدة ثم إن كلمة
الرواسي التي تستخدم للسفن مثل المثبت لها حين تكون راسية تقوي هذا المعنى.
دوران الأرض حول نفسها
ورد بالقرآن قوله: ﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا
جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ
شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ٨٨﴾
[النمل:88]، وهو ما يفيد أن الجبال تدور دوراناً سريعاً كالسحاب لكن الإنسان يراها
ثابتة مستقرة، وهناك اختلاف في المقصود من الآية حيث قال ابن عثيمين أن الآية تتحدث
عن يوم القيامة وليس في الدنيا.
الفساد في البيئة
ظهور الفساد الذي يشمل البر والبحر، وقد عبّر القرآن عن
ذلك بقوله:﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي
النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ٤١﴾
[الروم:41] ووصفها بالماضي لأن القرآن لا ينطق إلا بالحق فالمستقبل بالنسبة لله هو
حقيقة واقعة لا مفر منها وكأنها وقعت في الماضي وانتهى الأمر، ولذلك جاء التعبير
عن هذه الحقيقة العلمية بالفعل الماضي. وكذلك تحدثت الآية عن المسؤول عن هذا
الفساد البيئي وحددّت الفاعل وهو الإنسان، وتحدثت عن إمكانية الرجوع إلى العقل
والمنطق وإلى العمل على إعادة التوازن للأرض.
العنكبوت
ورد بالقرآن قوله: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ
دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ
أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ٤١﴾
[العنكبوت:41]
وفيه معاملة العنكبوت معاملة المؤنث مع أن لفظ العنكبوت
مذكر في اللغة العربية، واكتشف العلم الحديث أن التي تقوم ببناء بيت العنكبوت هي
أنثى العنكبوت فقط من خلال مغزل خاص موجود في نهاية بطنها، ولا يوجد مثله عند
الذكر. وأيضا شبه الله الذين يتخذون أولياء غير الله مثل الذين اتخذوا بيت
العنكبوت ملجأ، كشف العلم مؤخرا سر ذلك التشبيه، حيث أن بيت العنكبوت هو أبعد
البيوت عن صفة البيت بما يلزم البيت من أمان وسكينة وطمأنينة. فالعنكبوت الأنثى هي
التي تبني البيت وتغزل خيوطه وهي الحاكمة فيه وتقتل الذكر بعد أن يلقحها وتأكله ولهذا
يعمد الذكر إلي الفرار بعد أن يلقح أنثاه ولا يحاول أن يضع قدمه في بيتها،
والأبناء يأكل بعضهم بعضا بعد الخروج من البيض، وتغزل أنثى العنكبوت بيتها ليكون
فخاً وكميناً ومقتلاً للحشرات، وكل من يدخل البيت من زوار وضيوف يُقتل ويُلتهم،
فهو أوهن البيوت لمن يحاول أن يتخذ منه ملجأ.
الغراب
ورد بالقرآن قوله: ﴿فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ
فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا
أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي
فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ٣١﴾ [المائدة:31] وفيه اختصاص الغراب بإخفاء جريمته، وقد
أثبتت الدراسات العلمية أن الغراب هو أذكى الطيور وأمكرها، ويعلل ذلك بأن الغراب يملك
أكبر حجم لنصفي دماغ بالنسبة إلى حجم الجسم في كل الطيور المعروفة. ومن بين المعلومات
التي أثبتتها دراسات سلوك عالم الحيوان محاكم الغربان وفيها تحاكم الجماعة أي فرد
يخرج على نظامها، ولكل جريمة عند جماعة الغربان عقوبتها الخاصة بها.
علم النباتات
لقد كان معلوماً للناس قديماً إن الذكورة والأنوثة لا
توجد إلا في الإنسان والحيوان، أما في النباتات فلم يعلم الناس حقيقة هذا الأمر
إلا في الوقت الراهن بعلم النبات، مع تقدم علم التشريح للنبات، في حين أن القرآن
ذكر ذلك في قوله: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا
تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ٣٦﴾
[يس:36] كما كان الناس قديماً يجهلون حقيقة النباتات وتكوينها، وكشفت العلوم
الحديثة إن النباتات تتكون من مواد أساسية واحدة هي :(كربون، وهيدروجين، ونتروجين،
وكبريت أو فسفور) وبعض المواد الضئيلة الأخرى، غير إن سبب اختلاف نسبة التراكيب
الكيمياوية في النبات يرجع إلى اختلاف أوزان النبات في كل منها، وإن جذر كل نبات
لا يمتص من المواد في الأرض إلا بمقادير موزونة محددة، وبهذا تكلم القرآن لنا عن
هذه الحقيقة العلمية بقوله: ﴿وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا
رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ ١٩﴾
[الحجر:19].
التراكب في الحب والثمار في النباتات والصبغة الخضراء
لم يعلم الناس قديماً كيف يتكون الحب والثمار في النبات،
كما جهلوا كيف تتكون أجزاء النبات المختلفة، وأخذ العلماء يدرسون علم النبات وكيف
يُكوِّن النبات حبوبه وثماره ولعلنا نقدر على محاكاة هذه الحقيقة الغائبة عن
تصورنا، ثم اكتشف علماء النباتات التمثيل الضوئي أو -التمثيل الكلوروفيلي- حيث
وجدوا أن في النبات مصانع خضراء صغيرة -بلاستيدات خضراء- هي التي تعطي النبات لونه
الأخضر ومنها تخرج المواد الغذائية التي تتكون منها الحبوب والثمار، وسائر أجزاءه.
وبعد سقيه بالماء يخرج النبات من البذور في الأرض وهذه المصانع الخضراء هي أول من
يخرج من الحبة عند بدء نموها، وكما قالت الآية في القرآن: ﴿وَهُوَ الَّذِي
أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ
فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ
النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ
وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى
ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ ٩٩﴾ [الأنعام:99] فالآية أشارت لحقيقة المادة الخضراء بأنه
يخرج منها الحبوب والثمار متراكبة فالحديث هنا عن الصبغة الخضراء المعروفة بالكلوروفيل
لا عن النبات.
مواقع النجوم في الفيزياء الفلكية وهي ليست كما ترى
إن الناظر للسماء يظن النجوم قريبة، غير أن التقدم
العلمي في علوم الفيزياء الفلكية جاء ليبين لنا إن الأبعاد فيما بين النجوم
ومواقعها كبيرة جداً لا يتخيلها أو يتصورها عقل بشر، وهذه النجوم قد خرج منها
ضوءها قبل فترة طويلة فمنها ما يبعد سنوات ضوئية. عن الأرض ومنها ما يبعد عدة
ملايين من السنين الضوئية. وما نراه في الحقيقة هو مواقعها التي غادرتها في غابر
الأزمان، وهذه الحقيقة بقيت مجهولة حتى مطلع القرن العشرين، حيث بينت المراصد
الفلكية بعد المسافة إلى هذه الأجرام السماوية وكوننا لا نرى سوى مواقعها التي
غادرتها وهذه النجوم تنطلق في الفضاء بسرعة كبيرة لا يعلم مداها وهي تضيء وينطلق
ضوءها من حولها، وهي كما قالت الآية: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ٧٥ وَإِنَّهُ
لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ٧٦﴾ [الواقعة:75–76].
البرد من فوق كالجبال في السحب الركامية
ومن مزايا السحب الركامية أنها تمتد رأسياً إلى علو خمسة
عشر كيلومتراً أو أكثر، وبذلك تظهر لمن ينظر إليها عن بعد كالجبال الشاهقة. وتتيح
فرصة النمو في الاتجاه الرأسي نشوء السحب الركامية عبر طبقات من الجو تختلف
درجاتها الحرارية اختلافاً بيناً، فتنشأ بذلك الدوامات الرأسية وتتولد حبيبات
البرد، ولهذا فإن السحاب الركامي هو وحده قادر على توليد حبيبات البرد الثلجية
وهذه حقيقة علمية بحد ذاتها تفسرها الآية: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي
سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ
مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ
فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا
بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ٤٣﴾ [النور:43] وهكذا يقرر الجزء الأول من الآية مراحل تكون
السحب الركامية الممطرة بالرغم من إن الإنسان لم يتوصل لهذه الحقيقة إلا حديثًا،
وعندما استخدم العلماء الرادار في أعقاب الحرب العالمية الثانية تبين لهم أن السحب
إنما تبدأ على هيئة عدة خلايا أو وحدات من السحب التي تثيرها تيارات الهواء فتتوحد
وتكون السحب الركامية، ثم يخصصها بالنمو الرأسي حتى تصير كالجبال فعندئذ تجود دون
غيرها من السحب بالبرد، وليس من اللازم أن يتساقط البرد من السحابة بمجرد تكونه،
إذ ربما يحول التيار الهوائي الصاعد دون نزوله في مكان معين حتى إذا ما ضعف هذا
التيار هوى البرد على هيئة ركام لا هوادة فيه، وكأنما انفجرت السحابة وهذا يفسر
لنا المراد بقوله: (فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ).
السدم وتكونها في الفلك خارج المجرة
حقيقة اتساع الكون، ويظهر ذلك في القرآن: ﴿وَالسَّمَاءَ
بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ٤٧﴾
[الذاريات:47] وفي هذه الآية معجزتان علميتان، فقد تحدثت الآية عن حقيقة الكون:
(وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا) وقد ثبُت أن الكون منظم، وأن في الكون هندسة مبهرة
فالكون يحوي أعمدة من السدم، ويحوي جسوراً من المجرات، ويحوي كذلك خيوطاً عظمى كل
خيط يتألف من آلاف المجرات ويمتد لمئات البلايين من السنوات الضوئية.
قوى الجاذبية بين النجوم والكواكب
ورد في القرآن قوله: ﴿اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ
السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ
وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ
الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ ٢﴾ [الرعد:2]
وتشير الدراسات الكونية إلى وجود قوى مستترة، في اللبنات الأولية للمادة، تحكم بناء
الكون، وتمسك بأطرافه، ومن القوى التي تعرف عليها العلماء في كل من الأرض والسماء أربع
صور يعتقد بأنها أوجه متعددة لقوة عظمى واحدة، تسري في مختلف جنبات الكون؛ لتربطه
برباط وثيق، وإلا لانفرط عقده، وهذه القوى هي: (1) القوة النووية الشديدة (2)
القوة النووية الضعيفة (3) القوة الكهربائية المغناطيسية (الكهرومغناطيسية) (4)
قوة الجاذبية. وهذه القوى الأربع هي الدعائم الخفية، التي يقوم عليها بناء الكون،
وقد أدركها العلماء من خلال آثارها الظاهرة والخفية في كل أشياء الكون المدركة.
وتعتبر قوة الجاذبية على المدى القصير أضعف القوى
المعروفة لنا، وتساوي: (10- 39) من القوة النووية الشديدة، ولكن على المدى الطويل
تصبح القوة العظمى في الكون، نظرًا لطبيعتها التراكمية، فتمسك بكافة أجرام السماء،
وبمختلف تجمعاتها. ولولا هذا الرباط الحاكم، الذي أودعه الله في الأرض، وفي أجرام
السماء ما كانت الأرض، ولا كانت السماء. ولو زال هذا الرباط، لانفرط عقد الكون،
وانهارت مكوناته.
ارتفاع السماء ودحي الأرض
﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ٣٠﴾
[النازعات:30] ومعنى دحاها أي بسطها لتكون صالحة للإنسان والنبات، ومن معاني الأدحية
موضع بيضة النعامة، (أي فيها تفلطح)، ومن معاني
دحا: دحرج. ويظهر إن الأرض عند انفصالها أخذت تدور وتتدحرج في مسارها ولا تزال تتدحرج
وتتقلب وهي تجري في فلكها، فهل هناك تفسير أوضح لهذه الحقيقة العلمية من غير كلمة
دحاها.
أطوار القمر
مراحل وأشكال القمر والتنقل في منازل معلومة والتفرقة
بين ضوء الشمس ونور القمر حسب ما جاءنا في العلم الحديث. ﴿وَالْقَمَرَ
قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ٣٩﴾
[يس:39] حيث تقرر هذه الآية الحقيقة في سبب تغيير شكل القمر في كل شهر وهو تنقله في
منازل (مواقع) معلومة حتى يعود هلالاً كما بدأ والعرجون تعبير عن شكل الهلال المقوس.
﴿وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ١٦﴾
[نوح:16] حيث نجد في هذه الآية التفريق بين ضوء القمر والشمس، وهكذا جميع آيات القرآن
تصف الشمس بالسراج المنير الوهاج المضيء، بينما تصف الآيات القرآنية القمر بالنور،
فالفرق واضح في التعبير ويدل على حقيقة علمية واضحة وهي أن التقدم العلمي أثبت أن ضوء
الشمس من ذاتها ينبع فهي كالسراج المشتعل، بينما القمر فليس ضوؤه إلا انعكاساً من
الشمس فليس من ذاته ولقد أنير بنور الشمس.
جريان الشمس
﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ
تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ٣٨﴾ [يس:38] لقد اعتقد العلماء في القرن الماضي أن الشمس
هي مركز الكون وأنها ثابتة في حجمها وكتلتها ومكانها، وأن كل شيء يتحرك حولها، لكن
الشمس تجري وتتحرك .
﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ
وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ
وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ
وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ
قَوِيٌّ عَزِيزٌ ٢٥﴾ [الحديد:25] بينت الآية 25 من سورة الحديد حقائق كثيرة
منها إنزال الحديد من السماء عن طريق النيازك الساقطة على الأرض.
علم الأجنة والولادة
جاء في سورة الطارق: ﴿خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ ٦ يَخْرُجُ
مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ٧﴾ [الطارق:6–7]، وفي سورة الحج: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ
مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ
مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى
أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ
وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ
لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً
فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ
كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ٥﴾ [الحج:5] وفي سورة المؤمنون: ﴿ثُمَّ خَلَقْنَا
النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ
عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ
فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ١٤﴾
[المؤمنون:14].
يخبرنا علم الأجنة أنَّ الخصيتين وهما مصدر الحياة في
النطفة، تتكونان في المرحلة الجنينية من مجموعة من الخلايا تسمى mesonephros. تقع بين
العمود الفقري (الصلب) والأضلاع القصيرة الأخيرة في القفص الصدري (الترائب). وأنَّ
الأبناء يحملون الجينات الوراثية وكذلك الحمض النووي التي تدلّ على آبائهم.
والعلقة في سورة الحج الآية 5، هي ما يعلق، فهي مجموعة خلايا morula والمضغة هي blastula ومنها تتكون
أنسجة الجسم المختلفة (عضلات وعظام وأعضاء وغيرها). المخلّقة هي التخصيب الأنابيبي
(خارج الجسم)IVF وغير المخلّقة هي الحمل الطبيعي. يشير علم
الأجنة ايضًا إلى أنَّ العظام في الجنين تتكون أوّلاً قبل العضلات كما جاء في سورة
المؤمنون.
تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير
لقد حرم القرآن لحم الخنزير، ونفذها المتدينون امتثالاً
لأمر الله الخالق للبشر، وطاعة له دون أن يناقشوا العلة من التحريم، وقد وجد
العلماء في عصرنا الحاضر من الأدلة العلمية على وجود الأمراض في لحوم الخنازير ما
يكفي ليوصوا بترك تناوله أو الإقلال منه حسب الأمراض التي وجدوها فيه، ويتساؤل
البعض لم لا تربى الخنازير تربية صحية نظيفة، ولم لا تتخذ الوسائل لاكتشاف اللحوم
المصابة وإتلافها، وإذا كان ذلك ممكناً في مكان وظروف معينين فهل يمكن تحقيقه في
كل الظروف، أو ليس الأولى عدم المخاطرة وتجنب المهالك، بل الحقيقة أن هذه الوسائل
كلها لم تكن مجدية في واقع الحال في أي زمان ومكان.
المبحث الرابع: فوائد العلم بالإعجاز العلمي في القرآن
الكريم.
إثبات التّوافق بين الحقائق التي يعرضها القرآن
الكريم والحقائق التي يُثبتها العلم، وإظهار نوع جديد من أنواع إعجاز القرآن
الكريم وكذلك تأليف قلوب غير المسلمين للإسلام، بإظهار الوجوه العلميّة في القرآن
الكريم، وإثبات الحجّة عليهم مما يؤدي إلى زيادة الإيمان بالله -تعالى- واليقين به
بعد التّعرف على ما يظهره القرآن الكريم، ويكشفه من أسرار خلق الله -تعالى- في
الكون.
وكذلك
حثّ المسلمين على التّفكر، وفتح مدارك العلم والمعرفة لهم، ودعوتهم إلى البحث
فيها، وقبول كل جديد من العلوم، قال -تعالى-: (قَد فَصَّلنَا الآياتِ لِقَومٍ
يَفقَهونَ) وإثبات أنّ الدّين الإسلاميّ هو دين العلم، فقد حثّ الإسلام على العلم
وأمر به، وبيّن فضله وفضل العلماء، وقد ذكر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-
العديد من الحقائق العلميّة التي ما زال العلم يُوافقها، ولم يعارضها أحدٌ من
الخلق.
أخيرا
وتلك أعظم فوائده إظهار معجزة القرآن الكريم الباقية الخالدة إلى يوم القيامة،
واستمرار ظهور المعجزات العلميّة منه، قال -تعالى-: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ
شَهَادَةً قُلِ اللَّـهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـذَا
الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ).
الخاتمة:
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
لقد تناولت في هذا البحث مفهوم كل من القرآن الكريم
والإعجاز بجانبيهما اللغوي والاصطلاحي مستعينا بأقوال العلماء وأهل الاختصاص , ثم
تناولت موضوعا مهما وهو ضوابط البحث في الاعجاز العلمي في القرآن الكريم وهذه
الضوابط قد وضعها العلماء رضوان الله عليهم لكي لا يكون الإعجاز العلمي لعبة بيد
غير المتخصصين ولكي لا يتم استغلاله استغلالا يسيء للرسالة النبوة الشريفة والدعوة
الإسلامية الهادية , إذ أن الإفراط والتفريط كلاهما مضر بمصلحة الإسلام والمسلمين
, ثم تناولت عدة أمثلة من آيات القرآن الكريم ووضحت وجوه الإعجاز فيها بالأدلة
العلمية , وأخيرا لقد لفتّ النظر إلى بعض فوائد البحث في الإعجاز العلمي في القرآن
الكريم , فأرجو أن أكون قد وفقت في ذلك , والله الموفق.
المصادر والمراجع
1-بصائر
ذوي التميز ، الفيروز آبادي: 1، 65.
2-
معجم مقاييس اللغة ، أحمد بن فارس بن زكريا : مادة(عجز).
3-
لسان العرب ، ابن منظور: مادة (عجز).
4-
مفردات الفاظ القرآن ، الراغب الإصفهاني: مادة (عجز).
5-
كتاب الواضح في علوم القرآن, لمصطفى ديب البغا و محيى الدين ديب مستو.
6-
ويكيبيديا.
10- كتاب من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم,
زغلول النجار
تعليقات
إرسال تعليق
علق هنا...