لماذا التقويم الهجري؟

 

بقلم: أ.معتز خطيب السرطاوي
التقويم والتأريخ هما جزءٌ من الحضارة الإنسانية يمتدان عبر العصور, فمنذ أن ظهر الإنسان على وجه الأرض ابتكر الناس أنظمةً مختلفة لقياس الزمن وتتبع الأحداث التاريخية.
وقد اعتمد الانسان على الكون في تحديد المواقيت , فاعتمد الشمس مثلا أو القمر أو تبدل الفصول وغيرها, ولكن ما يهمنا هو ما أهمية التقويم تحديدا , ولماذا كان جعل تقويم خاص بالمسلمين حدثا محوريا؟
جاء الدين الإسلامي في بداياته كدين سماوي مستكملا مسيرة الأنبياء وركز على المعتقدات والأخلاق و الشعائر , ثم ما لبث الدين الإسلامي أن تحول من اعتقادات وشعائر إلى دولة, والدولة تحتاج إلى تنظيم وتخطيط خاص بها ونابع من قيمها
ولما كانت أغلب الشعائر الإسلامية مرتبطة بالوقت ( كأوقات الصلاة) و (مراقبة هلال رمضان والحج) ( ومتابعة الحول لإخراج الزكاة ) كان لزاما على المسلمين التفرد بتقويم يلبي احتياجاتهم الدينية والحضارية على وجه التحديد وذلك لأن التقاويم الأخرى تكون متناسبة مع طبيعة الحضارة التي أنشأتها , فمثلا في عام 1582، أصدر البابا غريغوري الثالث تعديلًا على التقويم اليولياني، حيث قام بإصدار التقويم الغريغوري الذي يعتمد ميلاد السيد المسيح بداية له , وهو تقويم معتمد على الشمس, وقد كان ذلك نتيجة لرسوخ قدم الحضارة المسيحية في الغرب فجرى استبدال التقويم القديم بتقويم حديث أكثر تلائما مع حاجات الزمن.
أما التقويم الإسلامي فهو امتداد للتقويم العربي القديم الذي يعتمد على القمر في تقسيم الشهور, وأضفى بعض الخصائص الدينية على الشهور والأيام مما أعطاها مكانة متميزة , مثل شهر رمضان , أو العشر الأوائل من ذي الحجة أو يوم عاشوراء, وقد كان للتقويم الإسلامي أثر كبير في التنظيم الداخلي للحضارة الاسلامية مما ضمن لها الاستمرارية وعدم التبعية, وقد رسخ ذلك فكرة سيطرة الدولة على كل من الأرض (الجغرافيا) والزمن(التاريخ) , وأخضع كل من يريد أن يتعامل مع الدولة المسلمة لهذين المفهومين بصبغتهما الإسلامية الفريدة, فكان التقويم الإسلامي أشبه ببسط السيطرة وإثبات الوجود للدولة والحضارة الإسلامية وليس مجرد ترتيب أرقام ومعرفة تعاقب الشهور والأيام.
بقلم: أ.معتز خطيب السرطاوي
للمزيد من المقالات تابعني على : linkedin

x









تعليقات